الجمعة، 9 ديسمبر 2011

الفرق بين التّفكير الإبداعي و التّفكير التحليلي

التفكير أرقى سمة يتسم بها الإنسان الذي كرمه سبحانه وتعالى وميزه على غيره من  سائر الكائنات الحية  ولقد حث الله سبحانه وتعالى البشر على التفكير في الكثير من الآيات القرآنية وكرم العقل والعلم والعلماء وأن الأديان السماوية حثت على التفكير والإسلام أحد هذه الأديان الذي عد التفكير فريضة إسلامية وفريضة التفكير في القرآن تشمل العقل الإنساني بكامل ما احتواه من الوظائف بخصائصها جميعا  {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50

يملك التَّفكيرُ التّحليلي قواعد تسمح بالوصول إلى حلّ متوقع واحد، في حين أنّ التّفكير الإبداعي غير متوقَّع ويتطلّب قدرةً تخيّلية، ويؤدّي إلى توليد أكثر من حل واحد , تمامًا كالشخص الذي يسير للأمام في اتجاه محدد وبخطوات محسوبة ومتوقعة للوصول إلى الهدف في حين أنّ التّفكير الإبداعي لا يلتزم بالطريق الواحد أو الحل الوحيد فهو متعدد الاتجاهات، متفرّق المسالك والدروب .

مثال :
في التفكير التحليلي حاصل إضافة 1 إلى 1 يساوي دائمًا 2 .
أمّا في التّفكير الإبداعي فتشمل الإجابة على عدد كبير من الحلول غير المتوقعة، تحمل في بعضها قدرًا من الطرافة والبداعة بالإضافة إلى الحل المعروف الذي حاصله (2)، ومنها :

·       ويعرف التّفكير التحليلي بالتّفكير المركز التجميعي التّقاربي convergent ؛ حيث أنّ التّفكير هنا يركّز على إجابة واحدة مفردة وبحدود ضيّقة،ويعرف هذا التّفكير أيضًا بالتّفكير العمودي vertical فهو يماثل بناءً يعتمد كل حجر فيه على ما بني قبله، وهذا النوع من التّفكير هو الأكثر استخدامًا ؛ إذ يستخدم بشكل متكرر في الحالات والمسائل المتشابهة .
·       أمّا التّفكير الإبداعي الذي يعرف أيضًا بالتّفكير المتشعّب المتباعد divergent أو التّفكير الجانبي lateral فيوجِد أكثر من إجابة واحدة محتملة للمشكلة حيث يحفّز العقل للتمدد والاتساع في البحث عن أفكار متعددة للحل. فهو تفكير شمولي يتّسع لأكثر من حل أو فكرة للمشكلة الواحدة .

·       في التّفكير التحليلي توجد في العادة قواعدُ وضوابطُ وأساليبٌ ينبغي تتبعها، وبشكل منطقي، وخطوات متسلسلة، كل خطوة يجب أن تكون مقبولة منطقيًّا و مقاسة معرفيًّا، ولا يسمح في هذا التفكير بالتجاوز أو القفز فوق الخطوات دون أن تستكمل كل خطوة قياسها معرفيًا ومنطقيًا.
·       لا يوجد قواعد صارمة في التفكير الإبداعي، فالمفكر المبدع يحفز عقله للحركة بحرية تامة من دون أي عوائق ؛ بل يمكنه أن يحلق في الخيال أو في الأحلام، ففي الأحلام لا توجد قواعد أو حواجز للتفكير ؛  , حيث يتم الانتقال من أوضاع غريبة إلى أوضاع أخرى شاذة أو غير معتادة كل منها يبدو غير منسجم مع الآخر.
·       لقد وُجد في بعض الأحيان أن هناك علاقة بين الأحلام والاختراعات والاكتشافات، وأبرز مثال على ذلك اكتشاف التركيب البنائي للبنزين العطري وبعض المركبات العضوية في الكيمياء، ففي إحدى أمسيات عام 1865 م أخلد العالم الأستاذ " كيكول " August kekule إلى نوم عميق، وفجأة رأى سلاسلَ من ذرات الكربون تتلوى وتتثنى في حركة مشابهة لحركة الأفعى وإذا بإحدى هذه الأفاعي وبحركة غريبة تلصق مؤخّرتها بالرّأس مكونة شكلًا حلقيّا وكانت هذه هي القرينة التي جعلت العالم كيكول يعلن بكل زهو وافتخار أن مركبات الكربون (البنزين العطري) ليست سلاسل مفتوحة ولكنها حلقات مغلقة، ومن هنا ولدت صناعة الكيماويات النفطية .
·       في التفكير الإبداعي كل الأفكار المولدة التي يعتقد أنها غير مفيدة يجب ألا يتم تقويمها أو طرحها جانبًا في المراحل المبكرة من التفكير ؛ حيث يجوز ارتكاب الأخطاء عن بعض الخطوات لأجل إنجاز الحل، وتصبح كل المعلومات ذات العلاقة - أو غير ذات العلاقة - مطلوبة، بينما في الطرق التقليدية للتفكير يتم اختيار المعلومات ذات العلاقة فقط .وتقوم الطرق التقليدية للتفكير بتنمية وتطوير الأفكار المولدة بطريقة التفكير الإبداعي، أو بمعنى آخر تقوم الطرق الإبداعية بالحفر في أماكن مختلفة ومتنوعة من أرضية المشكلة ؛ في حين تعنى الطريقة العمودية في التفكير التقليدي بتعميق الحفر في الحفرة الواحدة للوصول إلى الحل.

نورا الشهري 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق