الجمعة، 9 ديسمبر 2011

سيكولوجية الإبداع

سيكولوجية الإبداع
إن الإبداع وسيلة فعاله تقلص الفجوة الحضارية والعلمية بين الأمم
وعامل حسام في تقدم المجتمعات وفي كل مجالات النشاط الإنساني (عبد الحليم السيد 1974)
والإبداع كهدف تربوي نعمل على تحقيقه لا يقع على عاتق فئة معينه دون غيرها  ولا يستأثر به مجال دون آخر ولا تتميز به ماده دراسية دون أخرى بل هو مسؤولية مشتركه وموزعه بين أفراد المجتمع.
وقد أشار روجرز إلى أهمية التفكير الإبداعي والفرد المبدع حيث قال :"في الوقت الذي تتقدم فيه المعرفة سواء كانت بناءة أو مدمره في وثبات كبيره إلى عصر ذرى, يبدو أن التكيف الإبداعي هو الاحتمال الوحيد الذي يمكن الإنسان من أن يصبح متماشيا مع التغير المتعدد الجوانب في العالم الذي نعيش فيه". (الكناني,2005, 15)
ü ما هو مفهوم الإبتكارية :
إن الابتكار والإبداع مترادفتان وقد اختلف العلماء في فهم مفهوم الإبداع وعدم اتفاقهم على تعريف محدد وذلك مؤشر على تعقد الموضوع وهذا هو ما يقصده دونا لد ماكينون الذي يعتبر من أهم من كتب عن الجوانب السيكولوجية للإبداع  حيث قال " أن مفهوم الإبداع ليس مجر "هيكل نظري" وإنما هو قاعد هاو مبدأ عام تتدرج تحته كثير من الأمور التقويمية"  (الكناني, 2005, 18)
وقد ميز  بين أربعه مظاهر أو جوانب أساسيه للإبداع  وهي:
1.  الناتج الإبداعي.
2.  العملية الإبداعية.
3.  الشخص المبدع .
4.  الموقف أو السياق الإبداعي.
وقت عرف ماكينون الإبتكارية بعد دراسة دامت ست سنوات لطبيعة الإبتكارية:
1.  فكرة أو استجابة تتميز بالجدة أو إنها نادرة التكرار الإحصائي (الأصالة).
2.  استجابة ملائمة تحل المشكلة أو تناسب موقف أو تساعد على نيل الهدف (الملائمة).
3.  استبصار أصيل وتطور إلى أقصى درجه ممكنه.
ü متى يصل الفرد إلى قمة الإبداعية ؟
تعددت الآراء في هذا الموضوع هناك من قال أن الشباب هو العمر التي تظهر فيها الطاقة الحيوية ويزدهر الإبداع وهناك من قال أن الإبداع يصل إلى قمته في الفترة اللي تتراوح ما بين 40-50 سنه  وبعدها يبدأ الرجوع أو الانخفاض في معدل الابتكار وقال لهمان " أن الشعراء يصلون إلى ذروة الإبداع مبكرين عن الرياضيين , وان علماء الفلك  يصلون قبل علماء الطب والمتخصصين في الصحة العامة".
ü مستويات الإبتكارية:
ولقد قام ارفنج تايلور بتحليل تعاريف متعددة للابتكار ووجد دليلا على وجود خمسة مستويات ويقول في ذلك " إن الابتكار يتخلف في العمق والمجال وليس في النوع". (الكناني , 2005, 34)
والمستويات هي :
المستوى الأول : مستوى الإبتكارية التعبيرية مثل الروس التلقائية للأطفال
المستوى الثاني: مستوى الابتكار الإنتاجي بحيث يوجد ميل لتقييد اللعب الحر وضبطه وتحسين الاسلوب.
المستوى الثالث : مستوى الابتكار الإختراعي  حيث تشمل مرونة في إدراك علاقات جديه كالتلفزيون والفيديو ... الخ .
المستوى الرابع: مستوى ابتكاريه التجديد أو الإبداع أو الاستحداث ولا يظهره إلا قليل من الناس ويمكن في التعديل الهام للأسس والمبادئ الأساسية .
المستوى الخامس: وهو أعلى مستويات الابتكار فهو الإبتكاريه المنبثقة  حيث نجد مبدأ أو افتراض جديد ينبثق عند المستوى الأكثر أساسيه .
ü هل يمكن أن تحدث الإبتكارية بالصدفة ؟
أن الكثير من المدعين أيدوا هذا الموضوع بحيث وصفوا الطريقة التي يظهر بها اختراعهم واكتشافهم وابتكارهم بأنها تحدث بدون جهد منهم.
ويؤكد ذلك عالم الرياضيات بوينكار حيث يقرر بأنه استقبل معادلاته الجبرية الحديثة في حلم أثناء نومه , ووصف هوسمان أن أبيات قصائده قد ظهرت بسهوله في رأسه , واقر موزارت بأنه لم يفتح أعماله قط بل كتبها كما طرأت على عقله .
ü   بعض أنشطة التدرب على الابتكار لـروينزولي وكالاهان  :
إن معلمي المدارس يواجهون مشكلات عديدة في محاولاتهم تشجيع التلاميذ على التعبير عن إمكاناتهم الإبتكارية , وهذا المشكلات تنشأ من فشلنا في تعليم التلاميذ المهارات الأساسية للتكفير الإبتكاري  لذلك قد لنا روينزولي وكالاهان المبادئ التي تعتمد عليها الاستراتيجيات والأساليب العامة التي تشملها أنشطة التدريب الابتكارية. 
وهذه المبادئ هي :
1.  مبدأ الطلاقة:
لكي يستطيع التلاميذ إنتاج أفكار غير عادية  يجب علينا أن نشجعهم على إنتاج الكثير من الأفكار ومكافأتهم على كمية الأفكار التي  قاموا بإنتاجها ونقدم لهم بعض أنشطة التدريب على الطلاقة على سبيل المثال :
أن يطلب كل معلم من التلاميذ أن يذكروا اكبر عدد ممكن من الأفكار أو الاستجابات التي تستخدم فيها أشياء مألوفة بطريقة جديدة أو يطلب منه إجراء تحسينات التي يمكن ان تطرأ عليها .
2.  مبدأ النهاية المفتوحة:
بحيث لا تكون هناك إجابات مفروضة مسبقا لتمرينات وأنشطه التدريب على الابتكارية. وتساعد أنشطه النهاية المفتوحة التلاميذ على تنمية مهارات التقويم الذاتي  فعندما تكون الإجابة إما صحيحة أو خاطئة فان المصدر النهائي للحكم دائما يكون خارجي وهو عاده ما يكون المعلم أو الكتاب المدرسي , وتوفر أنشطة النهاية المفتوحة للتلاميذ مناخا نفسيا آمنا ليعبروا فيه عن أنفسهم فعندما يعطي التلاميذ فرصه لإيجاد حلول كثيرة لمشكله معينه فان ذلك يضعهم في موقف يساعدهم على مراجعة إجاباتهم البديلة ويختاروا الإجابة التي يرونها أفضل الإجابات.
3.  مبدأ الملائمة البيئية:
أن يكون الموقف المشكل مرتبط بخبرات التلاميذ وخلفيتهم الثقافية وقدراتهم .
4.  مبدأ الاستمتاع أو المتعة:
يجب على المعلم تجنب العوامل التي تؤدي إلى إعاقة الحماس والمتعة وأفضل طريقه يثبت بها اهتمامه للابتكارية هي ان يشترك في الأنشطة ويبدي رغبته في إظهار أفكاره الابتكارية ويساهم في مناقشة الفصل وفي الوقت الذي يبحث فيه المعلمون والتلاميذ عما هو فريد وغير عادي يجب خلق نوع من الضحك والمزاح والفكاهة لان المزاح والفكاهة جزءاً هاما من الابتكارية.
      
5.  مبدأ الأسئلة الإستثارية:
       إن إلقاء الأسئلة من أهم العوامل المساعدة على تنمية التفكير الإبتكاري حيث أنها توف مناخاً ابتكارياً , ويلاحظ كثير من الآباء والمعلمين لا يعرفون كثيرا عن الأشياء التي تشجع الأطفال على إلقاء الأسئلة.
وهنا بعض الأساسيات اللازمة لتطوير مهارات إلقاء الأسئلة :
1.  أن يتقبل المعلم إلقاء الأسئلة التي لا يستطيع الإجابة عليها , وأن تكون مجال للبحث عن الحقيقة.
2.  أن يحترم المعلم أسئلة الأطفال ويساعدهم على إيجاد الإجابات.
3.  إعطاء مكافأة للطفل الذي يسأل أسئلة أكثر من الذي يجيب عليها.
4.  ألا يجيب المعلم على الأسئلة في الحال أو يجيب عليها كلها حتى يعطي التلاميذ فرصة البحث والتقصي للإجابة عن الأسئلة .
5.  أن يتعلم المعلم كيف يعزز الفترة ما بين إلقاء الأسئلة والإجابة عليها.
6.  حث التلاميذ على إثارة الأسئلة المثيرة للتفكير.
7.  حث التلاميذ على إثارة الأسئلة الخاصة بهم وقت دراستهم للموضوع المرتبط بها .
8.  حث التلاميذ على إثارة الأسئلة التي تتضمن على علاقات يمكن دراستها واختبارها.
9.  أن تستثير أسئلتهم إدراك الثغرات والنقائص في معلوماته.
10.        أن يضع المعلم في اعتباره أن أهم ميزة للأسئلة هي حث التلميذ على التعلم الذاتي , وهي من أهم الأساليب التي تشبع حاجة الفرد للمعرفة والفهم .
وأخيراً إن إرشاد التلميذ المبتكر ليس مجرد حل لمشاكله ولكنه عملية ايجابية للارتقاء بصحته النفسية وهذا مهم لكل الطلاب , ولكنه حيوي للتلاميذ المبتكرين بصفه خاصة , وذلك إذا ما قورنوا بالعاديين .

المرجع:
-        الكناني , ممدوح عبد المنعم , (2005) ,سيكولوجية الإبداع وأساليب تنميته , (ط1) , عمان : دار المسيرة للنشر والتوزيع .

نوره حيدرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق